Monday, September 4, 2006

ملاحظات حول اللغة الأمازيغية

ملاحظات حول اللغة الأمازيغية
"MulaHaDat Hawla ellugha el amazighiya", Observations on Tamazight

By Mohamed MEDACI
Source : Parue dans la revue periodique culturel et socio-economique, édité par l association AURES EL KAHINA BATNA, 1995.


بودي قبل البدء في عرض هذه الملاحظات أن أشير إلى أنه لدراسة اللغة الأمازيغية لابد من لإلمام بكل فروعها {لهجاتها} وخصائصها المميزة > والخواص في المجال يتطلب شرطين أساسيين: أولهما المعرفة الجيدة للأمازيغية وثانيهما لإطلاع على الدراسات اللغوية بصفة عامة واللسانية بصفة خاصة.
أخي القارئ أتمنى أن تتمعن في هذه الملاحظات البسيطة وتعمل على إثرائها وأخص بذكر المعربين ولاسيما اللغويين والمختصين منهم لعلمهم يتخلصون من عقدة اللهجة التي يعرفها لسان العرب بأنها نغم الكلام {جرس الكلام} وينهجون النهج العلمي الصحيح ليساهموا في البحث و التنقيب إذا أرادوا أن يثبتو قوة اللغة العربية وقدرتها على مواكبة العصر لإبطال إداعاءات أعدائها وذلك بتخلي عن فكرة التبني والتخلص من عقدة النضر بعين واحدة ومع كل الأسف فإن أغلب الدراسات اللسانية الحديثة و خاصة ما يتصل منها بالأمازيغية كتب باللغات الأجنبية وإليكم خمس ملاحظات أو بالأحرى إجتهادات حول اللغة الأمازيغية.

? دوام اللغة الامازيغية و إستمرارها

إن اللغة الامازيغية من أقدم اللغات و خط تيفيناغ هو الخط الاصلي لهذه اللغة و يرجع ظهوره إلى ثلاثة آلاف سنة (ق, م) و هو الخط الذي لم تنقطع به الكتابة أصلا و يشمل منطقة حغرافية واسعة في الصحراء و ينتشر في عدة بلدان صحراوية و يصل إلى حد بوركينافاسو و الآن تحارب به الأمية في النيجر و المالي واصبحت ثامازيغث من اللغات الوطنية و الرسمية في النيجر.


واللغة الأمازيغية قاومت كل اللغات الوافدة إليها على كثرتها و لقد, إعتمد ت على معطياتها الذاتية و لم تعتمد على كتاب منزل ولا إيديولوجية معينة و بالرغم من قلة تدوينيها و محاربة كل الوافدين إليها إلا أنها إستمرت آلاف السنين جنبا إلى جنب مع كثير من اللغات القومية فسايرت مدة طويلة الفنيقية و بقيت حية و لم تستطع الفنيقية أن تزحزحها أو تهيمن على شعبها بل ظهرت لغة جديدة و هي عبارة عن مزيج أمازيغي فنيقي سميت باللغة اليونية كما سايرت اللغة اللاتينية التي كانت تعتبر آنذاك لغة عالمية و بقية حية إلى جانبها بالرغم كم موت كل اللغات المعاصرة لها مثل المصرية و الإغريقية القديمة و اللاتينية ...إلخ.


إذن فبقاء اللغة الأمازيغية حية لآلاف السنين يعتبر معجزة كبرى و هو أهم شرط من شروط اللغة ألا و هو الحياة والإستمرار وبالرغم من محاربة كل الوافدين إليها و العمل على إستئصالها لكنهم فشلو في القضاء عليها وحتى في وقتنا هذا إستغل الدين الإسلام الحنيف بإستعماله قصد القضاء عليها بواسطة أبنائها المتشبعين باالبعثية و القومية العنصرية ولم يزدها ذلك إلا إصرارا على المقاومة و ليس غريبا لأنها عظيمة عظمة قومها و إذا قمنا بسرد سريع للتاريخ فإننا نكتشف سر ذلك ألا وهو أنه من الصعوبة بمكان أن يند مجوا في أي شعب آخر بل بالعكس فإنهم يذوبون تلك الفئات الوافدة إليهم و يصبغونهم بطابعهم الثقافي و أنه لمن الخطأ الكبير أن نفرق بين الناطقين بالأمازيغية و الناطقين بالعربية فإنهم شعب واحد لهم ثقافة واحدة فإذا قمنا مثلا بدراسة اجتماعية فإننا نجدهم يحملون نفس القيم و نفس العادات و التقاليد و نفس السلوكات فرأس السنة الأمازيغية (12جانفي) يحتفل به مثلا في كامل بلاد الأمازيغ وفي كل مناطقه و إذا تفحصنا كتاب الحمار الذهبي للكاتب الجزائري أبولو التي مرت عليه مآت القرون لوجد ناه لازال يصور و يعبر تعبيرا صادقا على كثير من سلوك و قيم هذا المجتمع الذي نعيش فيه اليوم وعلى هذا نجد أن لهذه اللغة قدرة على الإحتواء و الإستعاب ووضع كلمات أجنبية و إخضاعها لقوالبها وعلى سبيل المثال المدينة تصبح (ثامدينت ) والجماعة تصبح (ثاجماعت) و البلدة تصبح (ثابليت) وشنط (التركية) ثاشناط (الأحبولة) و LA SEMAINE (سمانت) إلى غير ذلك من الكلمات المتعددة .


فبالرغم من دخول ألفاظ أجنبية إلى اللغة الأمازيغية إلا أنها من أغنى اللغات و إنتقال الألفاظ من لغة لأخرى يعتبر شيئ طبيعي يحدث لكل اللغات لأنها تؤثر و تتأثر فالعبرة ليست في المفردات التي تمر من لغة إلى أخرى بل في مدى إستقلال هياكل أي لغة عن الاخرى لهذا فعيب اللغة إستقلال هياكل أي لغة عن الاخرى لهذا فعيب اللغة الامازيغية أنها تعانى من نقص في التدوين لأنها لو دونت و جمعت في قواميس لواجدنا مقابل لكل الكلمات الوافدة إليها مستعملة في جهات دون الأخرى و يعتبر ذلك أحد الأسباب التي تعطى إن طباعا بأن هناك اختلافات بين لغة و أخرى داخل اللغة الأمازيغية الأم فا لمفردات العربية مثلا والتي دخلت اللغة الأمازيغية وحلت محل المفردات الأصلية يختلف تأثيرها من منطقة إلى أخرى فمثلا نجد مناطق محافظة على إسم التفاح وهو أظفو وكذا الحال بالنسبة لغرس و رشق وطلب، نجد هذه المفردات تنطق أغرس، أرشق، ئطلب في بعض المناطق بينما في مناطق كثيرة ما تزال متواجد ة و مستعملة وهي أزو ، ئثر (راء رقيقة ) إلا أننا لو جمعنا مفردات هذه (زاي مفخمة ) ئرزا اللغة لوجدناها متكاملة و الكلمات الحديثة يمكن أن ننحتها عن طريق التركيب من الكلمات القديمة و هذه أمثلة شخصية الغرض منها التوضيح فقط لأن خلق الألفاظ الجديدة يجب أن تخضع إلى الدراسات العلمية و من لدن المختصين ، فمثلا يمكن أن نسمي الألة الكاتبة ب(ثاروماست) و هي كلمة من "آرو"= أكتب ، آماس= الأداة وكذالك يمكن أن نسمي القمر الصناعي مثلا (أزنيور) وهو إسم مركب من "آزن"= أرسل و يور= القمر .

ولهذا يجب أن ننظر إلى هذه اللغة نظرة عملية لأنها جزء منا و نحن جزء منها و بدونها تبقى شخصيتنا مهزوزة و استقلالنا منقوصا و هي ملك لكل الجزائريين و لكل أبناء الشمال الإفريقي و كما يقول الدكتور محمد شفيق عضو الأكاديمية الملكية الغربية في إحدى محاضراته {" فإما نحن مرتبطون بالأرض ومن عليها بصرف النظر عن السلالة و عن العرق إذن ندرس هذه بالعرق أو بالسلالة فكل الأرض و من كان عليها منذ القديم وإما نحن مرتبطون واحد منا الحق في البحث عن عرقه و سلالته وهذا السؤال مطروح فيما يهم التاريخ"}.

اللغة الأمازيغية لغة اشتقاق""

هي عبارة عن لغة يسهل اشتقاقها مثلها اللغات السامية، لها القدرة على اشتقاق ألفاظ متعددة من جذر واحد و لها دلالات مختلفة و متنوعة و إليكم الأمثلة على ذلك
ئرغا= إشتعل، ءاوراغ = اللون الأصفر الشبيه بلون اللهب، ء ورغ = الذهب، ء يوريغ = الماء الأصفر الذي يرده المريض من فمه و خاصة المصاب بمرض المرارة، ساوراغ = مرض الصفاير بالإضافة إلى الاشتقاق فإن لها خصائص صرفية و نحوية و غيرها فلناخذ مثلا جذر ( قن=أربط ، أغلق ).
ء وغن = الربط ( والغين في الأمازيغية يبدل قافا أو خاءا)
غان = الحبل الصغير كما يطلق على المجرى المائي الفرعي
ءسغون = الحبل الطويل المستعمل في الشد أو في قياس المساحات.
ساغن = الشيء الذي يربط به ( إسم أداة )
ثامقونت = الرابطة (الحزمة )
أمقان = المربوط ( إسم المفعول )
ءيسقن = السدادة ( أسم أداة ) و هذه مستخرجة من فعل زائد و هو ( سقن ) كما انه فعل متعد وهو عبارة عن صيغة التفعيل او الإفعال كما يطلق على السدادة اسم "ء اسمور."
أسقين = إسم الهيئة أو الحالة .
و يمكن أن نصرف هذين الفعلين ( قن، سقن ) إلى جميع الحالات و جميع الصيغ.
قن = فعل امر ، ئقن = فعل ماض ، ئتقن = في الحاضر المستمر ، أذيقن = في المستقبل ، ئتواقن = مبني للمجهول ، مقانن = المفاعلة كل واحد ربط الآخر ( المتبادل ) ، ئموقن = التفعل بمدلول الإنفعال ( المنعكس).
كما يمكن أيضا أن يأخذ جذر هذه الكلمة صيغة التركيب مع جذر كلمة أخرى و خلق لفظ جديد له معنى جديد ، مغاير ، يشترك في دلالته جذرا الكلمتين اللتين تكون منها اللفظ الجديد و سنوضح ذلك فيما بعد ، وإليك الأمثلة
غنس أربط بإحكام ( الرابط مع الشد ) اصلها قن = اربط ن آس، و المصدر أغناس .
ثامقناست ( ثامنغاست ) = أصل التسمية واحد و لكن نسمي بهما شيئين مختلفين .
ثامقناست = المسلك الضيق أو المصيدة (مضيق) و المعبر الخطير.
ثامغناست = النديل الذي يشد به الدماغ، كما يمكننا أن نشتق من هذا الجذر الجديد صيغا عديدة و هناك مثال أخر بالنسبة لجذر قن بالاشتراك مع جذر ؤنظ = اللف فيتكون جذر جديد هو أقنونْظ = بمعنى الربط الملفوف، يقال قنونظنت- يد فلا بمعنى تجمعوا على أي المشاكل أو الصائب، و الكلمة أقنظ تبدو للوهلة الأولى أنها كلمة عربية لكن الحقيقة غير ذلك بالرغم من أنها تؤدي معنى الحيرة و التخبط في المشاكل لأنه يا لتحليل نكتشف أن اللفظ مركب من جذرين ( قن، نظ ) و يمكن أن يحدث الإدغام بين النونين فيصبح اللفظ الجديد أقنط هدا في حالة تكون اللفظ من فعلين أما إذا ركب من فعل و مصدر يصبح أقنونظ و كذلك الحال بالنسبة ل" آقمظ" التقميط يا لعربية " فهي في الأصل آقنظ أي استبدلت النون ميما لأن عملية التقميط هي ربط و لف للرضيع.



-- اللغة الأمازيغية لغة نحت و تركيب

تمتاز اللغة الأمازيغية بأنها لغة نحت و تركيب و لها قدرة كبيرة على خلق الألفاظ الجديدة من الألفاظ القديمة مما يسهل عملية إنمائها و تطويرها بسرعة و النحت يبرز فيها بالأشكال الأتية

1- إيصال إسمين احدهما بالآخر
يوصل الإسمان ببعضهما البعض و تكوين لفظ جديد يحمل دلالة جديدة يشترك فيها معنيا الإسمين و مثال دلك ئشمول (قرن القلب ) إسم جبل و تسمى به بلدية و دائرة واقعة في منطقة آريس و هدا الإسم مركب من إسمين ورابطة تربطهما ببعضهما البعض.
ئش = القرن ، ؤل = القلب ، م = فهي رابطة أصلها ن+و،ن = للملكية أدغمت في الواو و صارت تلفظ "م" و نطقها يخرج من الأنف و هذه ظاهرة فونولوجية مألوفة في اللغة الأمازيغية و الإسم المنحوت أصله ئش ن وول أغصد يس = عظم الجنب و في مناطق أخرى مثل المغرب الأقصى ، ينطق أغصديس أو ئغسديس و احيانا تقلب السين زايا وينطق أغزديس و هذه تغيرات فونولوجية لها قواعد معينة . و آغسديس اسم مركب من
ءيغس = "العظم " ، ءيذيس = " الجنب " و هو ما يسمى بالدارجة" الشطوب" LES COTES .
باو شال: نبات طبيعي موسمي ينمو بسرعة و يدفع التربة إلى الأعلى وهو إسم مركب من باو= الفول,
شال= التراب.
2-إيصال الإسم بالفعل أو بالعكس:
يتم تركيب اللفظ بالنحت عن طريق إيصال الإسم بالفعل أو الفعل بالأسم و تكوين لفظ جديد له دلالة معينة
آرذوز = من الحشرات الثاقبة يحفر بيته في ألواح ( خشب ) المنازل وله صوت مميز به زئير ، كما يطلق هدا الإسم أيضا على آلة الثقب ( الهروال ) ، و هو إسم مركب من آر = الأسد ، ذوز = إدفع ، أفوسكر = التقتير ، الشح ، إسم مركب من ، أفوس = اليد ، كر ( الكاف تنطق جرمانية ) و لهذا يمكن أن يكون الجذر ير او كر و معناها إنكمش و المعنى العام اليد المنكمشة.
ملوافر = طائر بجانبه بياض وهو إسم مركب من الفعل " ءيمل "= إبيض لأن في الأمازيغية يمكن ان يستخرج الفعل من الصفة و يقوم مقامها و الصفة هي" أملال = الأبيض و " ءيمل " = فعل ، افر = الجناح ( الطرف ) جناح الطائر .
3-من فعل و فعل
يمكن ان ينحت لفظ جديد بإيصال فعل بأخر مثل
أغدو = ساق الطلع ( الجزء الطري من الساق الذي ينمو في فصل معين ) ، وهو إسم مركب من " أغ " = خذ ، أثبت ( يستعمل للنمو ) و " آغ " بألف ممدودة عبارة عن لإسم " أدو "= سر .
فيقي = صمغ الشجرة ، إسم مركب من فعلين " أفي = صب ، أقي = اقطر أي بمعنى الصب الدي يتكون عن طريق القطرة " أزرقن = الرؤية الغير واضحة و يمكن أن تؤدي معنى " عشا" في العربية.
زر = ر ، " من الرؤية " ، قن = أغلق ، بمعنى الرؤية الغير واضحة .

4- من أدوات لغوية مختلفة

ثليورا = الحاجب ( حشرة ) هذه الحشرة نرها في الليل مشعة ثم تخمد ثم تشع مرة أخرى و هكدا و هو إسم مركب من فعل + ظرف مكان .
ءلي = أمشي ، ثورا = الآن
ثاورغلا = النجدة ، و الإسم مركب من
أور = بمعنى عليك إلي ( تعالى)
أغلى = اسم الجهة التي تقع وراء الجبل و أي حاجز يفصل بين المكان و الشخصين أو بين المكانين
-4 فراندا = إسم مدينة في الغرب الجزائري و هو إسم مكون من فعل + إسم إشارة
-5 فرن = إختبأوا ،-6 ذا = هنا
-7 ئسما = تؤدي معنى يعنى ،-8 كثير من الناس يعتقدون أنها كلمة عربية بمعنى يسمى و هذا غير صحيح أصلها
ئس = به او بها ، أما = هكذا
أبرغقال = طائر اسود له صوت جميل ، و هو إسم يتكون من
أبر = صادرة تؤدي مفهوم عاتم أو غير عادي كقولنا أبرقاز = الرجل الغير العادي ( القوي مثلا ) و هنا تؤدي مفهوم السواد الغير العادي
أغقال = الأسود
ئسقنمي = الوثاق أو الرباط الذي تربط به فوهة المزود أو أي كيس آخر و هو إسم مركب من
ئس = به أو بها ، قن = أربط ، ئمي = الفم

ملاحظة 1-

ئس = صادرة تتصدر الإسم و تدل غالبا على إسم الأداة في بعض المناطق يقال " ئسقلمي " و هنا وقع الإبدال بين النون و اللام
أنفيف = القمع ، اسم مركب من " ن " = للملكية ، كأن نقول مثلا " ثادارث ن موحند " و بالدارجة المترجمة حرفيا عن الأمازيغية الدار " نتاع موحند "
أفي = صب ، ئيف = السائل بمعنى " الأداة الخاصة بصب السوائل "
أنفونزر = الرعاف ، اسم مركب من
أنفو = النفس ، ئنزر = المنخر ، بمعنى نفس المنخر كما تلفظ أيضا " أفونزر" وذلك بإدغام النون في الفاء
أسيظن = النهار ما قبل البارحة أو النهار ما بعد الغد و هو إسم مركب من " أس = النهار ، ئيظن = الآخر ،

ملاحظة 2-

1- لقد لاحظنا ان هناك ألفاظ تم نحتها بالتركيب في مناطق ولم يتم ذلك في مناطق أخرى و أسوق لكم مثال على ذالك ففي منطقة وادي عبيد يطلق إسم " ء مي ن ديست""فم البطن "على العشاء الذي يغلف المعدة من الداخل بينما عند أيثداود تم نحتها و تلفظ منديس .
2- من العلوم أنه من الصعوبة التميز بين حرفي الدال و الذال ونقول " ئذيس " أو "ئديس = الجنب و هو ما يسمى بالدارجة عند نا ب ( الشطوب ) LES COTES و كذلك الحال بالنسبة لحرفي الطاد و الضاد نقول "أسيضن او أسيطن "
علاقة اللغة الأمازيغية باللغة العربية
1. علاقتها بالدارجة
لقد سبق و ان قلنا أن اللغة الأمازيغية إعتمدة على معطياتها الذاتية و لم تعتمد على إيديولوجية أو كتاب منزل كما انها غير مدونة و استمرت آلف السنين جنبا إلى جنب مع كثير من اللغات و سايرت العربية مدة طويلة ثم تمازجنا فتكونت منهما اللغة الدارجة و هي عبارة عن مفردات عربية في معظمها في قوالب و تركيبات أمازيغية ، وبعبارة أخرى تكونت بالإقتباس من العربية و الأمازيغية ، وإذا القينا نظرة عابرة على تركيبات اللغة الدارجة فلا نحتاج إلى مجهود كبير لنكتشف علاقتها بالأمازيغية سواء من حيث البنية و التركيب أو من حيث المفردات فمن حيث البنية و لتركيب نسوق أمثلة لتوضيح ذالك
" روح تلعب على روحك " ، " يضرب لي التيليفون " ، " عندك لا تجي " ، " دار الضيقة " ، " يضرب هذي بهذي " ، " أوقف على روحك " ، " أجري على روحك " ، " كاين البرد " ، " الماء كاينين " إلى غير ذلك من التركيبات العديدة فلو قمنا بتحويل هذه الجمل لوجدناها ذات بنية و تركيب أمازيغي فالجملة الأولى ترجمة حرفية للجملة الأمازيغية " ؤقير (أدو ) " " آتيرارذ فيمنانك " وفي الجملة الثانية يقال بالعربية " يهتف لي " وليس " يضرب لي " و في الجملة الثالثة لا يقال " عندك " بل يقال " إياك أن تأتي " و بالأمازيغية ( غرك = عندك )، ترجمة حرفية تستعمل للتحذير ، و في الجملة الرابعة يقال بالعربية " أقام الوليمة " و في الخامسة " يضرب هدي بهذي " تدل على الحكمة و حسن التصرف و هي ترجمة حرفية للجملة الآمازيغية " يتشاث ثاي ستاي " ، وكذا الحال مع " اوقف على روحك " فإنها تدل على الإستعداد للعمل و التغلب على المشاكل و مواجهة الأخطار و هي ترجمة حرفية ( بد فيمانك ) و " اجري على روحك " لها دلالة ألإهتمام با لذات و تجنب ما لا تحمد عقباه و التخطيط للمستقبل و هي ايضا ترجمة حرفية ( ازل فيمانك ) و في نفس السياق – كاين البرد ففي اللغة العربية يقال الجو بارد و في الأمازيغية " أيلا ؤ صميض " فهي طبق الأصل للدارجة أما بالنسبة للجملة الأخيرة " الماء باردين " فالماء في العربية مفرد يقال الماء موجود أما في الأمازيغية الماء جمع و لا مفرد له و يقال " أمان اللان " .

و إذا تعمقنا أكثر فإننا نجد علاقة كبيرة جدا بين اللغتين ، فعلى سبيل المثال و ليس الحصر نورد مايلي

وجود حروف في الدارجة غير موجودة في العربية مثل " دج " ( دجميلة ) و " دز" ( دزاير ) ، و معروف أن في العربية " الزاي" لايلي " الدال " و إذا ورد دلك في كلمة فهي دخيلة مثل لفظ " دز "

أما بالنسبة للإضافة ففي العربية تتم من غير أداة و إنما بالإعراب مثل " أموال محمد " بينما في الدارجة نقول " المال نتاع محمد " ( نتاع = أداة إضافة ) و تنطبق تماما على صيغة الإضافة في الأمازيغية " آقل ن موحند " ( ن= اداة إضافة = نتاع)

و الملاحظة أيضا أن النفي في الدارجة هو نفسه في الأمازيغية ، ينفي الفعل بوضعه بين وحدتين "أور" ... مثل ( أور سويغ ش ) في الأمازيغية ، ( ما شربت ش ) في الدارجة بينما ينفي في العربية بأدوات تسبق الفعل ( لم ، لا ، لن حسب الحالات ) و الملاحظ أيضا أن شبه الجملة في العربية الدارجة تنفي مثل الفعل لأن في الأمازيغية الفعل و شبه الجملة ينفيان بنفس الطريقة مثل " أور غري ش) بينما في العربية الفصحى تنفي بالأداة " ليس".

كما لا يوجد مثنى في الدارجة مثل ألأمازيغية تماما مثل " أشربو = سوث " لإثنين او اكثر بينما في الفصحى يفرق بين المثنى و الجمع " أشربا للإثنين و أشربو ا لأكثر ".

كما يمكننا أن نشير إلى أن كثيرا من دلالات الدارجة مقتبسة من الأمازيغية مثل " غيل " ( الذراع ) الذي يدل في كل من الأمازيغية و الدارجة على القوة " نقول بالدارجة " دار عليك الذراع " = "ييقا فلاك غيل" أي إستعمل القوة .

اما من ناحية المفردات فهناك عدد ضخم من الكلمات التي تكون في اللغة الدارجة و إليكم بعض منها ., القنط ( الزاوية ، الركن ) ، ئحاحي ( يطارد ) ، قمن ( تذكر ، تعرف ) ، النزقوم ( الهم و الأسى ) ، سخابلي ( يبدو لي ) ، كرتفو ( القى عليه القبض وهو في حالة تلبس " ، المسلان ( الخصر) ، القرجومة ( القصبة الهوائية ) ، لوستي ( أخت زوجي )، زرت ( الزردة ) ، رزث ( الرزة ) ، الثويزا ( التويزة ) إلى غير ذلك من المفردات ذات الأصل المازيغي و التي تؤلف الدارجة و مع العلم فإن الدارجة تكونت عبر مئآت السنين و هي تختلف من منطقة إلى أخرى حسب ظروف كل منطقة فهناك الحواضر تعربت قبل الأرياف و المزارعون تعريوا قبل الرعاة بسبب إختلاطهم و إمتزاجهم بالعناصر الهلالية و من الملاحظ فإن المفردات و التراكيب الأمازيغية تبدو اكثر وضوحا في الشمال القسنطيني( قبائل كتامة ) لأن الإستعراب بها كان متأخر و إليكم بعض من المفردات
" أياو " ( الحفيد ) " مقرمان " ( نبات مائي ) " الغنجاية " ( الملعقة ) " اتنفونزرت " ( رعفت ) القربوس ( الكدية او السرج )، أدغس ( البا ) " ختارز " ( يضرب خارج عقله ) ، " القايز" ( العجل ) إلى غير ذلك من المفردات العديدة بالإضافة إلى حف تس الذي لم يتخلصوا منه و حتى مدينة قسنطينة نفسها و هذا الحرف مميز للكنتها و كذلك محافظتهم على فعل الكينونة أن صح العبير ( دا ) يقولون د الباب د الكلب إلخ و لا يفوتنا ان نشير إلى ان معظم اسماء الأماكن بقيت على اسمائها الأصلية الأمازيغية مثل ، تسا ، تاغليسيا ، تكسانة ، آفنسو ، و بعض اسماء القبائل مثل " بني آوجانة " ، زردازة ، بني فوغال إلى آخره و كما نلاحظ ايضا في منطقة السهوب أن هناك كثيرا من اسماء النباتات با لأمازيغية ( التيرفاس ، التاورة و المتافغة ، التالمة ، التامرزقة ، المريوة ، التاقوفط ...إلخ) أضف إلى ذلك قلب الغين ( غ ) قافا ( ق ) في مناطق كثيرة خاصة الحضنة و يعتبر ذلك من الخصائص الفونولوجية اللأ مازيغية .
التأثير التبادل بين الأمازيغية و العربية
لقد قلنا أن العربية و الأمازيغية تمازجتا و تكونت منهما اللغة الدارجة إلا أنه يجب أن ننبه إلى أن هناك كثيرا من المفردات العربية دخلت إلى الأمازيغية و هدا شيء جميل يؤدي إلى إثراء اللغة العربية التي تعتبر الأمازيغية أحد روافدها إلى جانب أخواتها الحاميات المصرية و الكوشية و غيرهما إلا أن الغريب في ألأمر هو غياب الأمانة العلمية ، بحيث نجد علماء اللغة العربية وواضعي القواميس لا يشيرون إطلاقا إلى ذلك إلا في الحالات النادرة جدا بل يضفون الطابع العربي المحض على ذلك بالرغم من أن الكثير من هذه الألفاظ و خاصة المنحوت منه لا يستطيعون طمسه و إخفاء حقيقة أصله الأمازيغي بينما نجد في بعض القواميس العربية يذكرون الأصل الفارسي و اليوناني و حتى السرياني إلى غير ذلك من اللغات بالرغم من التمازج الحضاري بين المشرق و المغرب و أربعة عشر قرنا من الإسلام و فتوحات الأمازيغ للأندلس و الخلافة الفاطمية و أحداث كثيرة إلا أن التعصب و عقدة التفوق اضاع الأمانة العلمية بل نجد الكثير في عصرنا هذا يستعملون كل الحجج و البراهين لإثبات أن الألفاظ الأمازيغية أصلها عربية و نسوا أن واضع أقدم قاموس عربي ( لسان العرب ) هو " إبن منظور التونسي " ألم يتأثر هدا ببئته و بالتالي بالأمازيغية ؟..
لقد ذكر الأقدمون بعض ألألفاظ الأمازيغية التي دخلت إلى اللغة العربية و منهم " جلال الدين السيوطي" ، و لكن بإحتشام و من الألفاظ الأمازيغية الواردة في القرآن الكريم على سبيل المثال وليس الحصر ( المهل ، إيناه ) و " المهل " لازال مستعملا عند مقطري القطران و إيناه أصله : " ئنوا"= نضج و الهاء عربية تمثل ضمير الغائب أي نضجه ، و إليك لفظين كمثال على ذلك نجدها عندما نتفحص القواميس الحديثة بأنهما من أصل عربي و هما " مرز " و " اسدل " فبالنسبة ،
ل " مرز " = شج الرأس أصلها " أمرز " فعل منحوت "م" = مثل ، شبه ، " رز" = أرشق أي " الرشق في الرأس " ، اما أسدل فهو فعل مزيد جذره " دل" = تغطى ، أسدل = غطى ( ملاحظة : الفعل المجرد و المزيد لا تنطبق عليهما القاعدة العربية ) " أسدول" = الغطاء ....إلخ و الخلاصة القول فإن هناك علاقة كبيرة بين اللغة الأمازيغية و اللغة العربية و لكن هذا لا يعني أنهما ينتميان لعائلة واحدة ( فاللغة الأمازيغية تنتمي إلى العائلة الحامية و اللغة العربية تنتمي إلى العائلة السامية ) و لذا يجب أن ندون اللغة الأمازيغية و نتدارسها و من ثم يسهل علينا أن نتعرب على التأثير المتابدل بينها و بين اللغة العربية بصفة خاصة لإنها أكثر تأثيرا فيها و مع اللغات الآخرى بصفة عامة ، أما بالنسبة لعملية الإستعراب فتحتاج إلى دراسة خاصة ، و يمكن القول بأن سكان المناطق الجبلية و المناطق النائية هم المحافظون على الأمازيغية أكثر من غيرهم و لكن بعد الإستقلال إزدادت عملية الإستعراب فتعلم الكثير من هؤلاء العربية وهي أقرب إلى الفصحى منها إلى الدارجة عن طريق المدارس و تسخير الدولة لكل وسائل الإعلام المختلفة و تبني سياسة التعريب و من فصول هذه السياسة تعريب المحيط بما فيها أسماء الأماكن و الطبيعة و التاريخ و منع الأشخاص من تسمية أبنائهم بالأسماء الأمازيغية ، و هذا يعتبر خرقا لحقوق الإنسان ، و كفر بآيات الله لأن الله سبحانه و تعالى يقال في كتابه العزيز : ( و من آياته خلق السموات و الأرض و إختلاف ألسنتكم و ألوانكم ) . سورة الروم الآية- 22-
( و ما أرسلنا من الرسول إلا بلسان قومه ) سورة إبراهيم الآية- 4 –
اللغة الأمازيغية لغة غنية و متكاملة :
يبدو للوهلة الأولى أن اللغة الأمازيغية متشبعة و تتفرع إلى لغات عديدة بل يحلو لبعض أن يسميها لهجات و هذه اللهجات متباعدة ، لكن إذا أخذنا الأمر بالدراسة و التحليل نجدها كلها تعود إلى لغة واحدة ذات جذور مشتركة ، و إذا ما قمنا بالمقارنة فيما يسهل علينا إيجاد الجذور الأصلية المشتركة و على الأساس ليست لهجة بالمفهوم العربي كما أسلفنا القول يعرفها بأنها نغم الكلام ( جرس الكلام ) يقال فلان فصيح اللهجة كما انها ليست Dialecte بالمفهوم الأوروبي و بما انها لا تنحدر من أية لغة اخرى و لا تنتمي إليها إنما هي بذاتها لها قوانينها و لها أسسها اللغوية كجميع اللغات ( جميع فروعها لغات محلية تفرعت عن اللغة الأم و هي اللغة الأمازيغية ).

اللغة الأمازيغية لغة غنية بمفرداتها :
لقد ذكرنا أنه لو دونا هذه اللغة لو و جدنها غنية جدا فلو قلنا مثلا: ( ؤقور – أدو = أمشي ، سر ) أو ( أذف – أكشم = أدخل ) أو ( رق- فغ – أقلا = أخرج ) أو أطلقنا أسماء متعددة على شيء واحد مثل ( أقرزيز – أوثول- أقنون = الأرنب ) أو ( ئيلف- أخنتوش – أجعجوع = الخنزير ) أو ( أغرزوت – أيذي – أبرهوش – أقجون – أمرزو ...إلخ = الكلب ) و تساءلنا أي الألفاظ صحيح لقلنا أنها عبارة عن مترادفات و لها دلالات معينة دقيقة لأن من مميزات الأمازيغية أنها لغة تعتمد على البيئة و الحس بدليل وجود كلمات لا يمكن ترجمتها إلى أية لغة في العالم اللهم إذا إستعملنا المعنى العام و بعبارة آخرى فإن هذه المترادفات إما أن تكون أوصافا للشيء المسمى أو تعبير حسي يرتبط بالحركة أو الزمن أو أي شيء آخر فإذا قلنا بالعربية الأسد ، الضرغام ، الغضنفر ، الهزبر ، الصيد ، السبع إلى غير ذلك من الاسماء الأسد العديد فهذه الأسماء عبارة عن أوصاف للأسد و عندما نقارن مثلا بين إسمي الأسد في منطقتي الشاوية و القبائل ( آر ، ئزم ) نجد أن ئزم مأخوذ من الصوت لأن الشاوية يقولون آر ئتزيم ( الأسد يزأر) و إليكم مثال آخر ، فأسماء : أغرزول تعني الكلب القبيح المنظر و أيذي = الكلب العادي و أقجون = الكلب الجميل ، أبرهوش = الكلب الشاطر و أمرزو = الكلب الصيد و أقزين = الجرو ، و بالمقارنة و البحث عن الإستعمال الدقيق لأي لفظ نتبين دلالة الحقيقية فالفرق بين ( ءميرا و ثورا ) فكلا اللفظين يتواجدان في الشاوية و يؤديان معنى الآن لكن المعنى الدقيق يختلف فإميرا تدل على هذا الوقت ( ئمير = الوقت ، أيا = هذا ) أما ثورا فهي تدل على الآن و لكن بعد هنيهة و كذلك بالنسبة لألفاظ ئنسا و يخسي ( إنطفأ) نجد أن الكلمة ئنسا لها علاقة بالمبيت ( ئنسا = بات ) و الإختفاء أما يخسي فلها علاقة بالإنتهاء بفقد الوعي ، بالخفوت و نضرب مثالا آخر لإعطاء الدلالات المختلفة للفظ الرؤية و النظر ئزرا ، ئقل ( ئموقل ) ، ئمناذ ، ئهنا ، ئخزر ، فلفظ ئزرا هو الشائع في اللغة الأمازيغية و يدل على الرؤية بصفة عامة و ئقل يستعمل لنظر ( نظر ) و ئمناذ يستعمل للرؤية و النظر الحاد و الدقيق و منه أخذ إسم القائد الجزائري مناد ( شواف ) اما يخزر يدل على النظر الذي به حيرة أو ريبة أما ئهنا ، فهو يدل على الرؤية التي لا شك فيها أو الرؤية الواضحة وقد يستعمل مكان هذا اللفظ الكلمة ذات الأصل العربي ئبين ، ( تبين الشيء أي تحقق منه ) و يقال أيضا ئهناث أي طمأنه هذا فيما يخص المترادفات و دلالة الألفاظ و هناك جانب آخر يبين مدى غناء اللغة الأمازيغية بحسب إختلاف أقاليمها الطبيعية و المناخية أي بمعنى كل منطقة تتوفر على الفاظ و أسماء و قد لا تتوفر في منطقة آخرى تبعا لظروف البيئة فمثلا يشتهر ساحل المحيط الأطلسي و خاصة المنطقة الواقعة جنوب الصويرة بلغة البحر و الصيد فهناك أربعون إسما لأنواع من الأسماك و لا يوجد لها مقابل في اللغة اللاتينية أو العربية و كدلك الحال بالنسبة لمناطق الأنهار في الصحراء ، نجد أسماء للتمساح ، ( أغوشاف) و الفيل ( ءيلو ، ءيلوان ) و الزرافة ( ءمذغ ، ءيمذغن) و الرز ( ثافغث) كما نجد أسماء قائمة في منطقة و مختفية في منطقة أخرى مثل الجحش ( ءاسنوس ) و البصل ( ءازاليم ، زاي مفخمة) و نجد حتى الأسماء مثل الرحمة ( ثامالوث ) و الصلاة ( ءامود ) كما يطلق هذا اللفظ أيضا على البذور ألا أن إسم الصلاة في الشمال يسمى ( ثازاليت ، زاي مفخمة ) فالباحثون لم يجزموا بأنها من أصل عربي هي و ( ثامتانت=الموت ) لأنهم و جدوا نقوشا قديمة جدا منقوش عليها هذين اللفظين كما توجد كثيرامن الألفاظ حلت محلها ألفاظ عربية بالخصوص مثل ملح ( ئسيسن = ملح وعرف ) و (ئسوتر ، ئسقسا ) بمعنى سأل و ( أسيسم ) = حلي و ( ئسوتر ) و ( ئسوكف) = قلع و (ءلقاغ) = الأملس( ءوقمير ) = الضيق إلى غير ذلك من الأسماء و الألفاظ و عموما فإن جمع هذه اللغة و دراستها يؤديان إلى ترقيتها و فهم مكوناتها و بفهمها نستطيع ان نفهم أنفسنا و تاريخنا و نعمل على تقوية شخصيتنا .
البحث عن جذور الكلمات :
من الملاحظ أيضا أن هناك كلمات أميتت في منطقة و بقية حية في منطقة أخرى أو نجد الفعل المجرد في منطقة و المزيد في منطقة أخرى أو بالنسبة لفعل قرع ( ئجض ) الأقرع ( أمجوض ) في حين نجد هذا الفعل في الأوراس مزيدا و يلفظ ( أزجيض = آججيض = القرع ) ( ئزجض = قرع ) و تقتصر تسميته على الداء الذي يصيب الحيوانات في أجسامها و يزيل شعرها كما قد يعتقد سكان منطقة ما أن هناك ألفاظا معينة لا توجد عندهم و لا يعرفونها و السبب يعود إلى إستعمالهم لهذه الألفاظ في حالات معينة و الإنسان الغير مهتم لا يتفطن إلى ذلك و المثال على ذالك جذر ( فغ ) يقابلها في الأوراس ( رق) = أخرج ، لكن إذا دققنا النظر في الشاوية نجد هذا الجذر يقتصر إستعماله في حالات خاصة مثلا:
ئفغ ؤفان ( ءاطاجين) = خرج الطاجين أي كان كيه جيدا " شسفغ ثازيزاو" = أخرجت النحل " ئسوفغ أول ئنو " = أخرج قلبي ...إلخ .
كما أننا قد نجد ألفاظا إختفت وحلت محلها ألفاظ أجنبية بالرغم من و جود هذه الالفاظ حتى في المناطق التقاربة مثل : " ثيسنت " حل محلها الملح ، و جذر الكلمة في الأوراس أميت و لم يبقى إلا إسم الشيء أما " أسيسن " التمليح فقد أميت ( ئسيسن = ملح ، عرف ) و كذلك الحال بالنسبة للفظ الضيق ( ءقمير ) حل مكانه الحشران و نجد هذه الظاهرة بالخصوص في أسماء الآلة أو الأداة مثل ( ئيسكرز = المحراث ) فكثير من المناطق تستعمل في تعبيرها لفظ أمحراث ( العربية ) و مناطق أخرى تطلق لفظ " ءيماسن "على المحراث و ( ئماسن ) تعني الأدوات و مفردها " ءاماس " و الإسم الأصلي للمحراث هو " ءيسكرز " و قد إحتفظت بهدا الإسم كثير من الجهات .
تصحيح النطق :
يمكن تعديل الإنحرافات المسجلة في النطق و ذلك بالإعتماد على الدراسات اللغوية و اللسانية و تطبيق القواعد الخاصة باللغة الأمازيغية و من ثم يمكن أن نكتشف مثلا بأن هذه الإنحرافات تعود إلى خصائص فونولوجية كعملية الإبدال أو التقديم و التأخير أو غيرها من العوامل المختلفة التي قد تسبب الإختلافات المتنوعة كالعوامل الطبيعية أو الإجتماعية أو البيئة أو التأثير الديني أو الإحتكاك الثقافي إلى ذلك من الأسباب المتعددة .
بالمقارنة بين المناطق اللغوية المختلفة يمكن أن نعطي صورة مبدئية و عامة على الإختلافات المتنوعة و تتمثل في الإنحرافات التي قد تحدث في قصر إستعمال بعض الألفاظ على حالات خاصة دون تعميمها و قد نجد ألفاظا دخيلة حلت محل الألفاظ الأصلية و من أمثلة الكلمات المماتة في بعض المناطق و بقائها حية في مناطق أخرى ( ون = أصعد ) هذا الجذر ممات في الأوراس و بقي من مشتقاته إسم الموضع ( ساون ) بينما بقي الجذر حيا في المغرب الأقصى وكذلك الحال بالنسبة لجذر ( ئمر ) سخن أو حمي إن صح التعبير أميت هذا الجذر و لم يبق إلا عند بعض القبائل في الأوراس و لكن إسم المكان بقي حيا في كل المناطق و هو ( سامر )= المتشمس المكان المقابل للشمس أما بالنسبة للفعل المجرد و المزيد ففي منطقة مثلا يستعمل الفعل المجرد مثلما هو عليه الحال في المغرب نطق بعض الكلمات سواء بالإستغناء عن بعض الحروف أو في إبدال الحروف بعضها ببعض أو في تنوع النطق و إختلاف النغامات أو في دلالات الكلمات كأن تكون أوصافا للشيء مثلا أو القصد منها التفاوت الزمني أو مراحل العمر أو هي كناية أو إستعارة ...إلخ.
وفيما يلي بعض الأمثلة لتوضيح ذلك فالألفاظ مثل ( ءانخجوف ) في الأوراس و ( ءانجوف ) في المغرب يؤديان معنى الأبله لكن ماهي الدلالة الدقيقة لهذين اللفظين ؟ فإذا علمنا أن هناك لفظا آخر و هو ( أخجف ) له إرتباط دلالي بالبلاهة و هو الكلام السفيه الغير المتزن حينئذ يمكن أن نقول " أنجف " هو الأبله و أنخجوف هو الأبله الذي يتفوه بكلام غير لائق و يمكن تعديل الأنحراف المسجل في النطق مثل ( فوس ، أضار ، غيل ) ، ( اليد ، الرجل ، الذراع ) لتصبح ( ءافوس ، ءاضار ، ءاغيل ) و دلك تطبيقا للقاعدة العامة و هي أن كل إسم مذكر يبدأ بالألف ، كما يمكن يظهر الإنحراف في تضخيم الحروف مثل : ءاضرغال ( الأعما ) او ءادرغال بتطبيق قواعد الصرف يتضح أن الأصل هو ( أدرغال) و نفس الشيء ينطبق على ( أيذي ) الكلب . فعند جمعه يقال ( ءيضان ) و لكن كما يقال الخطأ الشائع و المألوف يصبح صحيحا .
و يمكن أن يظهر الإنحراف أيضا عن طريق الإبدال و من خلال نطق أسماء الأسد و الحلم يتضح ذلك فعند التوارق يسمى الأسد ( ءاهار ) و في بني مزاب ( وار ) و في الأوراس ( ءار) الإبدال وقع بين حروف الهاء و الواو و الألف أما الحلم فيسمى عند التوارق ( ثاهرقيث) و في السوس ( ثاورقيث ) الإبدال وقع بين الهاء و الواو و في الأوراس ( ثارجيث ) و في القبائل ( ثارقيث ) الإبدال حدث بين الجيم و القاف ، و الملاحظ أن الجذر لكل تسميات الحلم هو ( أرجي ) و ( أرقي) يورجي ( يورقي ) = حلم و نفس الشيء يحدث عند تطبيقنا لعملية الإبدال فكلمة ( سوذم ، سوذن ) قبل حدث الإبدال بين الميم و النون و من الواضح أن الميم هي الأصلي أن كلمة "سوذم " لها علاقة بلوجه ( أوذم ) الذي بدوره له غلاقة بالتقبيل و يمكن أيضا أن نضرب أمثلة عن إحتلافات اللهجية أي التنغيم مثل : النخاع يسمى عند التوارق و المزاب و الشاوية ( أذوف ) و عند القبائل و السوس ( ءاليم ) و ألأمثلة عديدة و كثيرة و يمكن أن نطبق في هذه الحالة قاعدة العموم و السواد و هناك أشكال آخرى من التنغيم إن صح التعبير مثل : ( أزداذ = ؤسديذ ) = الرقيق كما قد تصادفنا ألفاظا بها زيادة أو نقص في الحروف مثل كلمة "صب " في المناطق الأربعة السابقة الذكر تلفظ ( ئفي ) و في بني مزاب تنطق (ئفسا ) و كذلك الحال بالنسبة لحيوان الجمل و يطلق عليه إسم ( ءالغم ) في الشمال و توجد مناطق آخرى و خاصة في الجنوب تسميه ( ءالم) أما مايخص الوصف فقد ذكرناه سابقا في أوصاف الكلب أما بالنسبة لمراحل العمر فالكبش أحسن مثال يسمى عند الطوارق ( ءاكرر ) و في المزاب ( ءوفريش ، ءوفريك) و في الشاوية ( ءيكر ، ءيكري ) و في السوس ( ءاهروي ) و في القبائل ( ءيكري ) هذه الأسماء يمكن أن نصنف بعض منها حسب العمر ، ءيزمر = الخروف ، ءفريك = بعد مرحلة الجز ، ءيكر = بعد مرحلة البلوغ ، هذه التصنيفات متعارف عليها في الأوراس كما لا يفوتنا أن نذكر بأن جمع (ءيكر) هو ( أكرارن ) و هذا يدل على أن هذا الجمع له علاقة ب(ءاكرر )وقد نجد للفظ واحد معنيان و لكن لهما نفس الدلالة العامة مثل ( ءازنزون) ( الزين المفخمة ) في المغرب الأقصى يطلق على الأبكم أما في الأوراس فيقصد به الثقيل و ينطق ( ءازنزول ) بحيث وقع الإبدال بين النون و اللام و لهذين دلالة واحدة لأن الأبكم ثقيل السمع ، و لا ننسى أيضا ذكر بعض المرادفات مثل : ءاقليم =جلد الذبيحة أو يسمى أيضا ( ءالم ) ، هل هاتان الترادفتان لهما دلالات دقيقة أم أن إحداهما حدث بها إنحراف ؟ فعندما نلجأ إلى الكلمة المركبة ( ءالمسير ) و التي تسمى بالدارجة " الهيدورة " و نقوم بتفكيكها نجد ها تتركب من ( ءالم ) = الجلد و ( ءاسير) = الرحى بمعنى جلد الرحى ولا ننسى أيضا إنحرافات أخرى في النطق يمكن تصحيحها عن طريق تطبيق قواعد الصرف الصحيحة فكلمة ( ءامجو = الأذن ) تجمع ( ءيمجان ) و حسب القاعدة و القياس فإن مفرد ( ءيمجان ) يكون ( ءيمجي) لأن ( ءامجو ) مثل ( ءيمتشي ) يجمع ( ءيمتشان ) .
و كدلك الحال بالنسبة لفعل ( يوقور ، يورو) ( مشى ، ولد ) تنطق خطأ ( يوقير ، يوري) فتصريفها كالتالي :
يوقور – يقور – يورو – ئتارو- أذيارو – أرو.
تساعدنا على فهم كثير من المظاهر:
بمعرفتنا للغة الأمازيغية نستطيع التعرف على كثير من المظاهر الطبيعية و بعض الظواهر الإجتماعية و هذا يساعدنا على إكتشاف كثير من الحقائق التاريخية و الجغرافية و بالتالي التوصل إلى معرفة الكثير من الماضي هذا المجتمع و إبراز خصائصه و تكويناته لفهم طبائعه و إليكم بعض الأمثلة القصيرة فالأسماء التي سميت بها كثير من المناطق الكثيير منا لا يعرف معناها و لكن بمعرفة الأمازيغية نستطيع التعرف عليها مثل : مازر ، تاغليسيا ، تيغزا ، ثيفصكوين ، أقور ، ساغس ...إلخ.
مازر = الشلال، تاغليسيا = مكان العبور ، ثيغزا = الأرض الستصلحة و تؤدي معنى الحدائق و الجنان ، تيفصكوين = الأعياد أو المواسم .
أقور = القربان، ساغس = طوطم معين ( شعوذة ) ، و هناك الآلآف المؤلفة من الأسماء و الألفاظ المختلفة و التي لا يعرف المجتمع معانيها و لكن من السهل التولصل إلى الكشف عنها فلو سألنا مثلا أي شخص عن معنى نيردي أو ثامستاوث فربما يجيبنا بأن " نيردي " مشتق من الردى و ثامستاوث مشتق من الإستواء لكن بمعرفتنا للأمازيغية فالأمر يصبح هين فلفظ نيردي مفرد و يجمع ( ئيرذن ) أي القمح و هذا إذا علمنا أنه في المغرب الأقصى القمح مفرده ( ئردي ) و في الأوراس هناك نوع من الشعير ذو قشرة رقيقة يسمى" ثيردين "و هذا الإسم مكون من ن = للملكية كما تم شرحه في السابق " ئيردي" = القمح في حالة المفرد و بهذا يتم إكتشافنا إذا عرفنا موقع المكان و خصائصه " فنيردي " حوض جبلي يقع في جبال المحمل في منطقة أولاد عبيد و يشتهر بإنتاجه الجيد للقمح ومن حيث النوعية و قد تحصل على جائزة في العهد الإستعماري و كذلك الحال بالنسبة لجبل مستاوى ( ثامستاوث) إذا ما عرفنا أن مصدر الإسم هو " أستاو" بمعنى التجرد و ( ئستو ) تجرد من ملابسه و إن جبل مستاوا الواقع غرب سريانة قمته عارية و مجرد من الأشجار و هناك أسماء كثيرة و لكنها تحتاج إلى تصحيح في النطق و البحث عن جذر الكلمة و إذا ما توصلنا إلى ذلك نستطيع أن نكتشف معاني و دلالات كثيرة في الأسماء على سبيل المثال فلفظ ( ئفورس) عند المغاربة تعني تشقق أما في الأوراس فهناك لظ مشابه له و يشترك معه في الدلالة يقال ( ثافيراست ) الإجاص و تجمع ( ثيفيراسين ) كما يطلق هذا الجمع على الأراضي الطينية التي تتشقق تربتها و جذع الإجاص ( الشجرة التقليدية ) يتشقق ، إذن فثيفيراسين هي كناية عن الأراضي المتشققة و يقال في الأوراس أيضا ( ئفيرس – ئفكرس) أي عندما يؤثر البرد في أطراف الإنسان و تتشقق و تصبح جوانب الشقوق يابسة و متسخة و خلاصة القول بالدراسة و إتباع منهج المقارنة نستطيع أن نتعرف على دلالات كل الألفاظ و تصحيح الأخطاء المسجلة في النطق و بمعرفتنا الجيدة للغة الأمازيغية نستطيع أن نكتشف كثير من المفاهيم و التعريفات الخاطئة أو المغرضة التي بينها الجاهلون أو الحاقدون على هذه اللغة مثل ( تيفيناغ ) أتت من كلمة فنيقي ، و تيغانمين أتت من تاج أمبن و سريانة حملت إسم ساكنيها السوريين إلى غير ذلك من الأخطاء الشائعة و المتعددة .

2 comments:

Anonymous said...

Merci,

Je tiens à signaler la publication prochaine d'1 véritable dictionnaire
Tacawit- Arabe chez le HCA. Voir ici:

http://hcamazighite-dz.org/index.php/Consultring.html

shawi yegguma said...

Thanks for the good news!

© 2006-2012 Awal_nu_Shawi